التفاسير

< >
عرض

وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٧١
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ } بالولاية بقطعها تكليفاً وتكويناً حتّى يموتوا وهم كافرون { إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً } جمع الزّمرة الفوج والجماعة فى تفرقة، ولمّا كان اهل الجحيم بحسب اختلاف احوالهم متفرّقين بالسّبق وعدمه وشدّة العذاب وخفّته استعمل الزّمر فيهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } جعل فتحت ههنا جواباً لاذا اشارةً الى انّ ابواب الجحيم مغلقة قبل الوصول اليها فاذا وصلوا اليها تفتح لهم بخلاف ابواب الجنان فانّها مفتوحة على الخلق قبل اتيانهم اليها، ووجهه انّ الانسان بعد خلق آدم من التّراب المجموع من السّماوات والارضين والسّجّين والعلّيّين فى ارض بدنه يؤوى آدمه فى الجنّة الدّنيا فيكون آدمه فى الجنّة من اوّل خلقته فأبواب الجنّة من اوّل خلقته مفتوحة عليه وهو داخل فيها وليس يخرج منها الاّ بعصيانه، وامّا ابواب الجحيم فهى مغلقة لانّ الجحيم وابوابها ضدّ لفطرة آدم فهى مغلقة عليه الاّ اذا خرج من الجنان وسيق الى النّيران فاذا سيق الى النّيران تفتح ابوابها عليه ولذلك لم ينسب الله تعالى فى شيءٍ من الآيات الدّخول الى ابواب الجنان ونسب الدّخول فى كثير من الآيات الى ابواب الجحيم. { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } كأنّهم قالوا: لكنّا كنّا كافرين وحقّت كلمة العذاب علينا لكفرنا فلم نتنبّه بتنبيههم.