التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً
١٢٢
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة فليكن قوله تعالى { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } اشارة الى الايمان الخاصّ الولوىّ لانّ العمل ما لم يكن عن ايمانٍ قلبّىٍ وميثاق علوىٍّ لا يصير صالحاً، او المراد الّّذين آمنوا بالبيعة الخاصّة الولويّة وعملوا الصّالحات بكسب الخيرات فيه حتّى يتمكّن فى الايمان، فانّ الايمان ما لم يتمكّن الانسان فيه كان مستودعاً محتملاً للزّوال { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } لانّ طريقهم طريق القلب وطريق الولاية الموصلة الى العالم العلوىّ وفيه الجنّات { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ } وعد الله وعداً { حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } فلا خلف لوعده، اكّده بتأكيدات عديدة ثمّ صرف الكلام عن بيان حال المؤمنين الى الخطاب مع المنافقين التّابعين للشّيطان فقال تعالى { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ }.