التفاسير

< >
عرض

وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً
١٣١
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَللَّهِ } صدوراً ورجوعاً وملكاً { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } فيه ايضاً معنى التّعليل { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فيه تأكيد أكيدٌ للتّقوى اشعاراً بانّ ما ذكر على طريق المداراة معكم من التّقوى عن سوء العشرة وعن الفرقة فهو وصيّة قديمة وجديدة فما لكم لا تتّقون عن سوء العشرة وتنتهون فى امر ازواجكم الى الفرقة ولقد جمع الله فى هذه الوصيّة على سبيل الاجمال جميع ما ينبغى ان يوصى به فانّ تقوى الله عمّا لا يرضى ملاك ترك كلّ حرام ومكروه ومناط فعل كلّ واجب ومندوب { وَإِن تَكْفُرُواْ } وتخرجوا من السّماء الّتى هى محلّ الطّاعة الى الارض الّتى هى محلّ الشّرك والمعصية فلا تخرجوا من مملكته حتّى ينقص فيها شيء ولا حاجة له الى طاعتكم وتقويكم حتّى لا يقضى بترككم حاجته، ولا يلحقه ذمّ بواسطة كفركم حتّى يحتاج فى رفعه الى طاعتكم، ولا حاجة له الى حفظكم لنفسه ومملكته حتّى تكونا بترككم الطّاعة غير محفوظتين { فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً } فاقيم السّبب مقام الجزاء.