{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } بترك التّقوى والكفر بالله فليطلبه بالتّقوى وطاعة الله حتّى يحصل له ثواب الدّنيا مع ثواب الآخرة فانّ من كانت الآخرة همّته كفاه الله همّته من الدّنيا { فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } فهو جواب لما عسى ان يقال: انّ تارك التّقوى لا يلتفت فى طاعته وتركه الى حاجة لله اليه فى شيءٍ ممّا ذكر بل يريد ثواب الدّنيا ويظنّ انّه لا يحصل بالتّقوى ولذا اتى به مفصولاً لا موصولاً بالعطف { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً } فاذا اطاعوا واتّقوا وطلبوا قالاً او حالاً يسمعهم ويجيبهم، واذا لم يطلبوا وكان غرضهم ذلك او لم يكن غرضهم ذلك ولكن كان حاجتهم اليه يبصر اغراضهم ومقدار حاجاتهم فيعطيهم من ثواب الدّنيا ايضاً.