التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً
٤٢
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله او بالرّسل أو بأوصيائهم وولايات اوصيائهم لكن لمّا كان المقصود تحذير منافقى الامّة كان المقصود يودّ الّذين كفروا بعلىّ (ع) وولايته { وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ } فى امره بولاية علىّ (ع) فى غدير خمّ وغيره { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } قرئ بفتح التّاء وتخفيف السّين من التّفعّل ماضياً او مضارعاً محذوف التّاء، وقرئ بفتح التّاء مشدّد السّين من التّفعّل مدغم التّاء فى السّين، وقرئ بضمّ التّاء من التّفعيل مبنيّاً للمفعول واستوت به الارض وتسوّت وسويّت مبنياً للمفعول اى هلك، ولفظة لو مصدريّة او للتمنّى والباء للتّعدية والمعنى يودّون فى ذلك اليوم مساواتهم للارض بان كانوا يدفنون فى ذلك اليوم او يوم غصب الخلافة او لم يبعثوا او كانوا تراباً ولم يخلقوا، او جعلوا قابلاً محضاً ولم يكن لهم فعليّة اصلاً { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } عطف على يودّ والمعنى يومئذٍ لا يكتمون الله حديثاً كما كانوا يكتمونه من خلفائه فى الدّنيا، او عطف على تسوّى والمعنى يودّون لولا يكتمون الله حديثاً فى الدّنيا، وعلى ما بيّنا انّ المقصود منهم منافقو الامّة فهم يتمنّون انّ الارض تبلعهم فى اليوم الّذى غصبوا الخلافة ولا يكتمون فى ذلك اليوم حديث الرّسول (ص) فى حقّ علىّ (ع) وقد اشير الى كلّ منهما فى الاخبار، ولمّا افاد فى السّابق لزوم الايمان بالله ولزوم طاعة الرّسول (ص) ولزوم اتّباع الشّهداء فى كلّ زمان ولكلّ فرقة اراد ان يبيّن كيفيّة المعاشرة مع الرّسول والشّهداء ومع نفسه فى عباداته وخصوصاً اعظم العبادات الّتى هى الصّلوة المسنونة من الاركان والاذكار المخصوصة او من سائر اقسامها وناداهم تلطّفاً بهم وجبراً لكلفة النّهى بلذّة النّداء فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }.