التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } بقبول امرهما فى علىّ (ع)، فاذا قبل ما قالا فى علىّ (ع) رجع اليه والتجأ اليه، ومن التجأ اليه عن صدق صار مقبولاً عنده، ومن صار مقبولاً عنده رحمه واخذ البيعة وميثاق الله منه وادخله فى ولايته، ومن ادخله علىّ (ع) فى ولايته { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } فانّ النّعمة الحقيقيّة هو علىّ (ع) وولايته فما بلغ من بلغ النّبوّة وكمالاتها الاّ بولاية علىّ (ع)، وما ابتلى من ابتلى منهم الا بالوقوف فى ولاية علىّ (ع) { مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } والنّبىّ هو انسان اوحى اليه بشيء، والصّدّيق هو الّذى خرج عن الاعوجاج قولاً وفعلاً وعقيدةً وخلقاً بحيث لا يبقى فيه اعوجاج ويخرج غيره ايضاً عن الاعوجاج فانّ المبالغة تقتضى ذلك والمراد بهم الاوصياء الّذين صاروا كاملين فى أنفسهم مكمّلين لغيرهم، والشّهداء هم الّذين شهدوا الغيب بالسّلوك او بالجذب ووصلوا الى مقام القلب وحضروا عند ربّهم فى الولاية الّذى هو علىّ (ع)، او المراد بهم الّذين استشهدوا فى الجهاد، والصّالحين ههنا هم الّذين توسّلوا بالولاية ولم يبلغوا مقاماً فيها لكن سلكوا عن صدقٍ.