التفاسير

< >
عرض

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً
٧٨
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } قصور مرتفعة، فالجملة مستأنفة جواب لسؤالٍ مقدّرٍ من الله او مقول قول الرّسول (ص) ثمّ صرف الخطاب عنهم الى محمّد (ص) فقال لكن ان تعظهم بكلّ عظة لا يفقهوا { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ } مثل قولهم لم كتبت علينا القتال (الى آخر الآية) { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } فانّ الفاعل فى كلّ موجود هو الله وليس منكم الاّ استعداد القبول والسّيئّة والحسنة منسوبة اليكم نسبة الشّيء الى القابل ومنسوبة الى الله نسبة الشّيء الى الفاعل، لكنّ السيّئات اى الاعدام او الموجبات للاعدام لمّا كان الوجود فيها ضعيفاً بحيث عدّها بعضهم اعداماً صرفةً تكون نسبتها الى الفاعل ضعيفة لضعف الوجود فيها والنّسبة الى الفاعل لا تكون الا من حيث الوجود، وتكون نسبتها الى القابل اقوى لتبعيّتها لاعدام القابل فيكون القابل اولى بها، والحسنات لمّا كان الوجود فيها قويّاً تكون نسبتها الى الفاعل اقوى فيكون الفاعل اولى بها { فَمَا لِهَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } فيتخالطون فى الكلام كتخاليط النّساء.