التفاسير

< >
عرض

مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً
٨٥
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً } فهو استيناف جواب لسؤال مقدّر واقع موقع التّعليل او موقع بيان الحال ومعناه من ضمّ عملاً حسناً الى عملٍ حسنٍ آخر، او من ينضمّ الى صاحبه ويشاركه فى عمل حسنٍ، او من يصلح بين اثنين او من يطلب ويسأل من غيره لصاحبه خبراً او دفع ضرّاً وترك عقوبة سواء كان ذلك من الخلق او من الله او من يدعو لصاحبه بخيرٍ من "شفع" اذا دعا له اودعا عليه، او من يدعو صاحبه الى خيرٍ او من يعين صاحبه على خيرٍ او من يدلّ صاحبه على خيرٍ والكلّ يمكن ان يستفاد من هذه العبارة والكلّ صحيح { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } النّصيب والكفل الحظّ وما يعطى من القسمة لكن استعمال النّصيب فيما فيه حظّ صاحبه اكثر من استعماله فيما فيه تعبه والكفل بالعكس من ذلك { وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا } توصيف الشّفاعة بالحسن والسّوئة باعبتار متعلّقها { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } مقتدراً او حافظاً لا يفوته شفاعة شفيع ولا كيفيّتها ولا قدرها.