التفاسير

< >
عرض

لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ
٤٣
فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
٤٤
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَ جَرَمَ } يقال: لا جرم، ولا ذا جرم، ولا ان ذا جرم، بزيادة ذا، او ان المفتوحة مع ذا، ولا عن ذا جرم، كلّ ذلك مثل ضرب ولا جرم ككرم ولا جر باسقاط الميم ولا جُرم بضمّ الجيم وسكون الرّاء كأنّه كان فعلاً ماضياً ثمّ كثر استعماله فدخل عليه ذا، او ان وذا، او عن وذا، ولم يغيّر عن صورته وهو من مادّة الجرم بمعنى الذّنب بقرينة استعماله لا جُرم بضمّ الجيم وسكون الرّاء فى مقام الباقى، او من الجرم بمعنى القطع بقرينة - استعماله فى مقام لا بدّ ولا محالة، وفى مقام حقّاً، وهذا كان اصله ثمّ كثر استعماله فى مقام تأكيد الكلام حتّى تحوّل الى معنى القسم فانّه يقال: لا جرم لآتينّك باتيان الجواب له مثل جواب القسم وقد سبق فى سورة النّحل بيان اجمالىّ للا جرم { أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ } من الاصنام او فرعون { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } اى دعوة مقبولة حقّة { فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ } اى مردّى ومردّكم جميعاً { إِلَى ٱللَّهِ } فينبغى الاعراض عن الهتكم والاقبال الى الله الّذى ينتهى امرنا اليه والى محاكمته { وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ } المتجاوزين عن حدّهم الانسانىّ بالادبار عن الله والاقبال على ما ليس له دعوة فى الدّارين { هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ فَسَتَذْكُرُونَ } عند معاينة الموت وتهيّؤ اسباب العذاب لكم { مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } لانّه العزيز العليم القدير ذو العناية بأمر العباد ولا أخاف ما تخوّفوننى به لعدم قدرته على شيءٍ { إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } فيحفظ من توسّل به.