التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ
٥٨
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } رفع لتوهّم انّ عدم العلم يكون عذراً لهم فى كبرهم وجدالهم ولذلك قدّم الاعمى والمراد بالعمى عمى القلب الّذى يكون من اوصاف القوّة العلاّمة بمعنى الجهل كما انّ المراد بالبصر بصيرة القلب الّتى هى عبارة عن العلم { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لم يقدّم المسيء ههنا لحصول الغرض من تقديم الاعمى { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ } والمراد بالايمان الانقياد والتّسليم الحاصل بالبيعة العامّة، او الخاصّة، او نفس البيعة العامّة او الخاصّة، والمراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة، او العمل بالشّروط الّتى تؤخذ فى البيعتين، وايّاً ما كان فالمقصود بيان عدم التّسوية بين من كمّل قوّته العمّالة ومن لم يكمّلها، وزيادة لا فى المسيء لاشارةٍ خفيّةٍ الى انّ المسيء منفىّ معدوم بخلاف المحسن كأنّه لا يجوز ان يدخل عليه النّفى والاّ فسوق العبارة ان يدخل لا الّتى هى لتأكيد النّفى على الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: فلم لا يظهر الفرق بين المحسن والمسيء؟ - فقال: يظهر الفرق عند قيام السّاعة.