التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٨٣
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ } عطف من قبيل عطف التّفصيل على الاجمال { رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } من دقائق العلوم الحكميّة من الطّبيعيّة والرّياضيّة والالهيّة ولم يعلموا انّ هذه العلوم ان لم تكن باذن من الله وخلفائه ولم يكن صاحبها فى الطّريق تكون حجاباً عظيماً وسدّاً سديداً عن السّلوك الى الله بل السّلوك الى الله لا يكون الاّ بطرح جملة علوم النّفس والخروج من العلوم النّفسانيّة الى الجهل كما قيل: الخروج من الجهل جهلٌ، والخروج الى الجهل علمٌ، لانّ النّفس اذا كانت متصوّرة بصور تلك العلوم ظهرت بالانانيّة، والانانيّة كبرياء النّفس الّتى من اتّصف بها بادر الله بالمحاربة ونازع الله، اعاذنا الله منها، ولذلك ترى انّ اكثر المعاندين لاهل الحقّ هم المتشبّهون بالعلماء المتصوّر نفوسهم بصور العلوم الحكميّة او غيرها { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } اى العذاب او الفعل والقول الّذى كانوا به يستهزؤن.