التفاسير

< >
عرض

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢٢
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ
٢٣
-فصلت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ } من ان يشهد { عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } والمراد بالجلود كما فى اخبارٍ كثيرةٍ الفروج { وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ } يعنى انّكم كنتم لا تخفون عن حضور جوارحكم ولكن تجرّأتم على المعاصى لظنّكم { أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ } من غير حقيقةٍ { أَرْدَاكُمْ } ظنّكم خبر ذلكم او بدله وأرديكم خبره او خبرٌ بعد خبرٍ او مستأنفٌ او حالٌ بتقدير قد { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } لضياع بضاعتكم الّتى هى امد اعماركم وشهادة ما كان لكم عليكم، عن الصّادق (ع) انّه قال، قال رسول الله (ص): "انّ آخر عبدٍ يؤمر به الى النّار فاذا امر به التفت فيقول الجبّار جلّ جلاله: ردّوه، فيردّونه فيقول له: لم التفتّ الىّ؟ فيقول: يا ربّ لم يكن ظنّى بك هذا! فيقول: ما كان ظنّك بى؟ فيقول: يا ربّ كان ظنّى بك ان تغفر لى خطيئتى وتسكننى جنّتك، قال: فيقول الجبّار: يا ملائكتى لا وعزّتى وجلالى وآلائى وعلوّى وارتفاع مكانى ما ظنّ بى عبدى هذا ساعةً من خير قطّ ولو ظنّ بى ساعةً من خير ما روّعته بالنّار، اجيزوا له كذبه وادخلوه الجنّة" ، ثمّ قال رسول الله (ص): "ليس من عبد يظنّ بالله عزّ وجلّ خيراً الاّ كان عند ظنّه به" وذلك قوله عزّ وجلّ { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ }.