التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٣
-فصلت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ } يعنى ممّن دعا الى الله فى مملكة وجوده اعوانه وجنوده اذا لم يكن من اهل دعوة غيره الى الله او ممّن دعا اهل العالم الكبير اذا كان نبيّاً او خليفته (ع) والجملة معطوفة على جملة انّ الّذين قالوا باعتبار المعنى فانّه فى معنى لا احسن قولاً او حاليّة بهذا الاعتبار او بتقدير القول وعلى اىّ تقديرٍ فهى فى معنى التّعليل { وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } يعنى لا احسن قولاً ممّن دعا بأفعاله واقواله واحواله واخلاقه الى الله وعمل صالحاً باركانه اى صالحاً عظيماً هو الولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة او نفس البيعة الخاصّة فانّه لا يراد به فردٌ من الصّالح لدلالته حينئذٍ على انّ من دعا الى الله وعمل صالحاً ما، وان كان ترك جملة الصّالحات يكون احسن قولاً من جميع الخلق، فانّ هذه العبارة قد مرّ مراراً انّها تستعمل فى هذا المعنى وان كان مفهومها اعمّ، او المراد فردٌ ما من الصّالح والمقصود انّ من بايع البيعة الخاصّة ودخل الايمان فى قلبه واظهر اثر تلك البيعة على اعضائه من دعائه الى الله بحاله وقاله ومن عمله باركانه صالحاً ما من الصّالحات واظهر اثر تسليمه على لسانه بان يقول: انّنى من المسلمين فانّه قد يؤتى بهذه العبارة عند المبالغة فى امر الولاية كما ورد انّ الله فرض على خلقه خمساً، فرخّص فى اربع ولم يرخّص فى واحدةٍ اشار الى الولاية، وهذا من باب المبالغة فى امر الولاية، وامثال هذا الخبر للمبالغة فى الولاية عنهم كثيرة، وللاشارة الى انّه يلزم ظهور اثر التّسليم على اللّسان قال تعالى: { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ولم يقل وكان من المسلمين وكما انّ الآية السّابقة كانت فى علىٍّ (ع) وشيعته من غير اختصاصٍ لها بعلىّ (ع) او بالائمّة (ع) كذلك هذه الآية لا اختصاص لها بعلىٍّ (ع) والائمّة (ع) بل تجرى فى شيعتهم كما ذكرنا.