التفاسير

< >
عرض

مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ
٤٣
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
٤٤
-فصلت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَّا يُقَالُ لَكَ } جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ كأنّ محمّداً (ص) قال: ما افعل بهم وبما يقولون فى حقّى او فى حقّ علىٍّ (ع)؟ - فقال تعالى تسلية له: ما يقال لك { إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } فيغفر لهم كثير اقوالهم ولا يؤاخذهم بما يقولون فتأسّ بهم واغفر لهم { وَذُو عِقَابٍ } فيؤاخذهم بمعاصيهم فلا تعجل لمؤاخذتهم { أَلِيمٍ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً } كأنّهم قالوا بينهم او لمحمّدٍ (ص): لو كان من عند الله لكان بلسانٍ مغايرٍ للسان البشر، وقد قيل: انّه جواب لقولهم هلاّ نزل هذا القرآن بلغة العجم؟ { لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } يعنى لولا نزلت بلغتنا حتّى نفهمه؟ { ءَاعْجَمِيٌّ } يعنى لقالوا ءاعجمىّ؟ { وَ } المخاطب، او المنزل عليه { عَرَبِيٌّ } والاعجمىّ هو الّذى لا يفهم كلامه، ويقال لكلامه ايضاً اعجمىّ وقرئ اعجمىّ بفتح العين وهمزة واحدة { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ } من حيث سماع المعنى والاعراض منه { وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } غير مفهوم لهم يقول للكلام الّذى لا يفهم معناه عمىً ومعمّىً { أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } يعنى هذه الفرقة ينادون بهذا الكتاب من مكانٍ بعيدٍ لا يصل النّداء اليهم لانّ الكتاب نزل من مقامٍ عالٍ الى صدرٍ منشرحٍ بالاسلام وهؤلاء فى غاية البعد من مقام الصدر المنشرح بالاسلام لوغولهم فى البهيميّة والسّبعيّة والشّيطنة.