التفاسير

< >
عرض

فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
١١
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَاطِرُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } هو من قول الرّسول (ص) او ابتداء كلامٍ من الله { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ } الثّمانيّة كما مضى فى سورة الانعام { أَزْواجاً } اى وخلق من الانعام ازواجاً ذكراً وانثى، او ازواجاً اهلية ووحشيّة، او خلق لكم من الانعام ازواجاً { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } اى يكثّركم ويبثّكم فى جعل الازواج من انفسكم والازواج من الانعام وهذه الجملة ايضاً من قول الرّسول (ص) او من الله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الكاف زائدة او اسميّة وهى خبر ليس وحينئذٍ يكون الكلام مبالغة فى نفى المماثلة لا انّه يكون اثباتاً للمثل له وقد مضى فى اوّل البقرة انّ الله تعالى وجود بحت وبسيط الحقيقة، واقتضاء بساطته ان لا يكون له ثانٍ والاّ كان مركّباً واذا لم يكن له ثانٍ لم يكن له مثلٌ ولا ضدٌّ { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } بمنزلة النّتيجة لنفى المثل عنه لانّه اذا لم يكن له مثل فلم يكن سمعٌ الاّ كان سمعه، ولا بصرٌ الاّ كان بصره، والاّ كان غيره سميعاً وبصيراً مثله فيكون السّمع والبصر محصوراً فيه { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } المقلاد كالمفتاح والقليّد كالسّكّيت الخزانة.