التفاسير

< >
عرض

مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ
٢٠
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: فليس لمن سعى للآخرة او للدّنيا شيءٌ من سعيه؟ - فقال تعالى: من كان يريد بسعيه حرث الآخرة { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } اعطيناه بقدر سعيه وزدناه على سعيه { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا } بقدر حرثه او اقلّ منه فانّه لا يفيد فى مقابل نزد له فى حرثه ازيد من ذلك { وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } لانّه ما زرع للآخرة، عن الصّادق (ع): المال والبنون حرث الدّنيا، والعمل الصّالح حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لاقوام، وعنه (ع): من اراد الحديث لمنفعة الدّنيا لم يكن له فى الآخرة من نصيبٍ، ومن اراد خير الآخرة اعطاه الله خير الدّنيا والآخرة، والاخبار فى انّ من كان همّته الدّنيا باعماله واقواله فرّق الله عليه امره، وشتّت باله وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدّنيا الاّ ما كتب له، ومن كانت همّته الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه فى قلبه، وأتته الدّنيا وهى راغمة كثيرة، وقيل للصّادق (ع): الله لطيف بعباده يرزق من يشاء؟ - قال: ولاية امير المؤمنين (ع)، قيل من كان يريد حرث الآخرة؟ - قال: معرفة امير المؤمنين (ع) والائمّة (ع)، قيل نزد له فى حرثه؟ - قال: نزيده منها يستوفى نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيبٍ، قال ليس له فى دولة الحقّ مع الامام (ع) نصيبٌ.