التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٢١
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } لله يأمرونهم بخلاف ما يأمرهم الله { شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ } ممّا جعلوه ملّة من البحيرة والسّائبة وغير ذلك { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } كلمة الفصل هى اللّطيفة الانسانيّة الفاصلة للانسان من سائر الحيوان وهى الولاية التّكوينيّة وهى ما به عناية الحقّ للانسان وتكريمه له ويمهل الله الانسان حتّى تظهر تلك اللّطيفة وتستكمل او تذهب من الانسان ويلتحق الانسان بالانعام بل يصير اضلّ منها واذا خرجت من الانسان وانقطعت منه يصير الانسان مرتدّاً فطريّاً غير مقبول التّوبة وواجب القتل بحسب احكام الشّرع، وما ورد عن الباقر (ع) فى تفسير الآية من قوله: لولا ما تقدّم فيهم من الله عزّ ذكره ما ابقى القائم منهم احداً، ولعلّ المراد بالقائم هو خليفة الله القائم بأمره للعباد، يؤيّد ما ذكرنا فى تفسيره كلمة الفصل { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } جملة حاليّة والمعنى انّ الظّالمين لآل محمّدٍ (ص) فى وجودهم وهم اللّطيفة المذكورة وكلّ من تولّد منها سواء كانوا ظالمين لآل محمّدٍ (ص) فى الخارج او لم يكونوا لهم عذابٌ اليمٌ فى الدّنيا والحال الحاضر لكن لخدارة اعضائهم لا يشعرون به، او فى الآخرة لكن لعدم تيقّنهم بالعذاب فى الآخرة ظلموهم.