التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٢٤
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } قد مضى وجه نزول هذه الآية { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } حتّى تفترى على الله فاشكر نعمة عدم الختم والايحاء اليك فيكون اظهاراً لمنّته عليه بشرح صدره وعدم ختمه، او المعنى ان يشأِ الله عدم اظهار فضل عترتك يختم على قلبك حتّى لا يوحى اليك فضل اهل بيتك فأظهر فضل اهل بيتك ولا تبال بردّهم وقبولهم فانّ الله حافظٌ لهم ومظهرٌ لفضلهم ويكون تسلية له (ص) عن انكار قومه { وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ } فلو كان قول محمّدٍ (ص) افتراء وباطلا لمحاه الله عن الايّام والحال انّه فى ازدياد الثّبات فى الايّام { وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ } فلو لم يكن قوله حقّاً لما حقّ بكلماته التّكوينيّة الّتى هى افراد البشر، او المعنى انّه يمح الله الباطل عن القلوب من الشّك والرّيب فى اهل بيتك ويحقّ الحقّ الّذى هو ولاية اهل بيتك فى القلوب فى امد الزّمان، او المعنى انّه يمح الله الباطل عن الزّمان ويحقّ الحقّ الّذى هو علىّ (ع) والائمّة (ع) وولايتهم { بِكَلِمَاتِهِ } الّذين هم خلفاؤك بعدم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } فيعلم ما يلج فى قلوب المنافقين من عداوتك وعداوة اهل بيتك.