التفاسير

< >
عرض

فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
٢٥
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ
٢٦
-الزخرف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بانواع النّقم الّتى ذكرنا بعضها لك { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ } عطف باعتبار المعنى كأنّه قال: اذكر او ذكّر اذ جعلوا لله من عباده جزءً وجعلوا له بناتٍ حتّى يتنبّهوا بقبحه واذكر اذ قالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم، واظهر قبح هذا القول لهم حتّى يتنبّهوا، واذكر اذ ارسلنا فى كلّ قرية نذيراً فكذّبوه فأهلكناهم حتّى تتسلّى عن تكذيبهم، واذكر اذ قالوا انّا وجدنا آباءنا على امّة واظهر قبح هذا القول لهم واذكر اذ قال ابراهيم { لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } حتّى يكون اسوة لقومك فى التّبرّى عن التّقليد لمن لا يجوز تقليده، ويكون اسوة لهم فى التّقليد ان ارادوا التّقليد فانّه جعل التّبرّى عن تقليد من لا يجوز تقليده كلمةً باقيةً فى عقبه، ويكون اسوة لك فى عدم الاعتناء بالقوم وشدّة انكارهم، وفى اظهار دعوتك وعدم الاعتداد بردّهم وقبولهم.