التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
٣٦
-الزخرف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } اعلم، انّ الولاية السّارية فى جميع الموجودات تكويناً حقيقة ذكر الله، وكذلك الولاية الجارية على الانسان وبنى الجانّ تكليفاً، ولذلك اضاف الذّكر الى الرّحمن وصاحب الولاية المتحقّق بها ايضاً ذكرٌ ولذلك كان رؤيته مذكّراً كما عن عيسى (ع) فى جواب الحواريّين حين قالوا: من نجالس يا روح الله؟ - قال: من يذكّركم الله رؤيته، ثمّ الذّكر المأخوذ من صاحب الولاية ذكر الله ثمّ الفكر الحاصل من الذّكر المأخوذ من صاحب الولاية وان كان الفكر اكمل فى الذّكريّة من الذّكر المأخوذ ثمّ تذكّر الله فى الخاطر ثمّ تذكّر امره ونهيه عند الفعال، ثمّ الذّكر اللّسانىّ من التّلهيل والتّسبيح والتّحميد وغيرها ثمّ كلّ ما يذكّرك الله اىّ شيءٍ كان، والمقصود انّ من يعمى عن الولاية وعن ولىّ الامر فانّ العمى عن الولاية يورث العمى عن جميع اقسام الذّكر { نُقَيِّضْ } نسبّب ونقدّر { لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } يمنعه عن الانسانيّة والسّلوك على طريقها ويجرّه الى البهيميّة والسّبعيّة والشّيطانيّة ويسلكه على طريقها الى النّار، وممّا روى من الاكابر: من لم يكن له شيخٌ اى ولىّ يتولاّه بالبيعة الخاصّة تمكّن الشّيطان من عنقه، ومن تمكّن الشّيطان من عنقه لا يرجى له خيرٌ، ولا نجاة له من السّعير، وعن امير المؤمنين (ع): من تصدّى بالاثم اعشى عن ذكر الله تعالى، ومن ترك الاخذ عمّن امر الله بطاعته قَيّض له شيطانٌ فهو له قرين