التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
٥٧
-الزخرف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } لعلىّ بن ابى طالبٍ (ع) اى لمّا اجرى ابن مريم حال كونه مشبّهاً به لعلىّ بن ابى طالب (ع) كما ذكر فى اخبارٍ كثيرة { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ } اى من علىّ (ع) او من هذا التّشبيه { يَصِدُّونَ } يضجّون او يعرضون او يمنعون وقرئ يصدّون بضمّ الصّاد وبكسرها، وعن النّبىّ (ص) انّه قال: الصّدود فى العربيّة الضّحك هذا ما وصل الينا فى اخبارٍ كثيرةٍ نشير الى شطرٍ منها، وقيل: معناه ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً وشبيهاً بالآلهة فى العذاب فانّه لمّا نزل { { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء:98]، قال المشركون: قد رضينا بان تكون آلهتنا حيث يكون عيسى (ع) ومعنى اذا قومك منه يصدّون يضجّون نحو ضجيج المجادلين حيث خاصموك فى تمثيلهم لعيسى (ع) بآلهتهم، وقيل: لمّا ضرب الله المسيح مثلاً بآدم (ع) فى قوله: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } [آل عمران:59] خاصم بعض قريش النّبىّ (ص) فنزلت، وقيل: لمّا مدح النّبىّ (ص) المسيح (ع) قالوا: انّ محمّداً (ص) يريد ان نعبده كما عبدت النّصارى عيسى (ع)، وروى بينا رسول الله (ص) ذات يومٍ جالس اذ اقبل امير المؤمنين (ع) فقال له رسول الله (ص): " انّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم (ع)، لولا ان تقول فيك طوائف من امّتى ما قالت النّصارى فى عيسى بن مريم (ع) لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملاءٍ من النّاس الاّ اخذوا التّراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة" ، قال: فغضب الاعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدّة من قريش معهم فقالوا: ما رضى ان يضرب لابن عمّه مثلاً الاّ عيسى بن مريم..! فأنزل الله على نبيّه ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً (الى قوله) لجعلنا منكم يعنى من بنى هاشم ملائكة فى الارض يخلفون، وبهذا المضمون باختلافٍ يسيرٍ فى اللّفظ اخبارٌ كثيرة.