التفاسير

< >
عرض

فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
١٠
يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
١١
-الدخان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَٱرْتَقِبْ } اى فانتظر مراقباً لهم { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى ٱلنَّاسَ } يحيط الدّخان او اليوم بسبب الدّخان بالنّاس { هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما هذا الدّخان؟ - فقال: هذا عذابٌ اليمٌ او حالٌ بتقدير القول من الله، او من الملائكة، او من النّاس.
اعلم، انّ وقت الاحتضار يُرى دخان من الباطن بين السّماء والارض ولذلك ورد انّ الدّخان من اشراط السّاعة فانّه روى انّ اوّل آيات السّاعة الدّخان ونزول عيسى (ع) ونار تخرج من قعر عدن ابين تسوق النّاس الى المحشر، قيل: وما الدّخان؟ فتلا رسول الله (ص) هذه الآية وقال:
"يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث اربعين يوماً وليلة، امّا المؤمن فيصيبه كهيئة الزّكام وامّا الكافر فهو كالسّكران يخرج من منخريه واذنيه" ، وقيل: انّ رسول الله (ص) دعا على قومه لمّا كذّبوه فاجدبت الارض والمراد بيوم تأتى السّماء بدخانٍ مبينٍ ذلك القحط فانّ الجائع يرى بينه وبين السّماء كهيئة الدّخان من ضعف بصره، او لانّ الهواء يظلم عام القحط لقلّة الامطار وكثرة الغبار، او لانّ العرب يسمّى الشّرّ الغالب دخاناً وكان قحطهم بحيث اكلوا جيف الكلاب وعظامها.