التفاسير

< >
عرض

أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
٣٧
وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ
٣٨
-الدخان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } تبّع اسم لملك اليمن ولا يسمّى بهذا الاسم الاّ من كان حميريّاً والتّبابعة جمعه وسمّى تبّعاً لكثرة اتباعه او لاتّباعه سائر ملوك اليمن، وتبّع هذا هو الّذى سار بالجيوش وأتى سمرقند فهدمها ثمّ بناها، وقيل: بناها اوّلاً وكان اذا كتب كتب باسم الّذى ملك برّاً وبحراً وضحاً وريحاً، وعن النّبىّ (ص): "لا تسبّوا تبّعاً فانّه كان قد اسلم" ولذلك ذمّ قومه ولم يذمّه، وقيل: قال للاوس والخزرج: كونوا ههنا حتّى يخرج هذا النّبىّ (ص) امّا أنا لو ادركته لخدمته وخرجت معه { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } كقوم نوحٍ وعادٍ وثمود يعنى انّهم كانوا احسن احوالاً بحسب الدّنيا منهم، كانوا اقوى قوّةً واكثر اموالاً واولاداً واطول اعماراً ومعذلك { أَهْلَكْنَاهُمْ } بكفرهم وهؤلاء اخسّ احوالاً منهم واشدّ كفراً فكيف نفعل بهم؟! { إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } حتّى نكون نلعب بخلقهم ولا نتعرّض بهم وثوابهم وعقابهم.