التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٢٩
-الجاثية

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هَـٰذَا كِتَابُنَا } بتقدير القول حالاً او مستأنفاً { يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } فانّ الكتاب الاخروىّ حىٌّ ناطقٌ كما انّ الاعضاء فى الآخرة تنطق، او المراد يشهد عليكم بما فيه من ثبت اعمالكم { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وسئل الصّادق (ع) عن هذه الآية فقال: انّ الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله (ص) هو النّاطق بالكتاب قال الله تعالى: { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } فقيل: انّا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّدٍ (ص) ولكنّه ممّا حرّف من كتاب الله ولعلّه (ع) قرئ ينطق مبنيّاً للمفعول، وسئل ايضاً عن: { { نۤ وَٱلْقَلَمِ } [القلم: 1] ، قال انّ الله خلق القلم من شجرةٍ فى الجنّة يقال لها الخلد، ثمّ قال لنهرٍ فى الجنّة: كن مداداً فجمد النّهر وكان اشدّ بياضاً من الثّلج واحلى من الشّهد، ثمّ قال للقلم: اكتب، قال: يا ربّ ما اكتب؟ - قال: اكتب ما كان وما هو كائنٌ الى يوم القيامة، فكتب القلم فى رقٍّ اشدّ بياضاً من الفضّة واصفى من الياقوت، ثمّ طواه فجعله فى ركن العرش ثمّ ختم على فمّ القلم فلم ينطق ولا ينطق ابداً فهو الكتاب المكنون الّذى منه النّسخ، او لستم عرباً فكيف لا تعرفون معنى الكلام؟! واحدكم يقول لصاحبه: اُنسخ ذلك الكتاب، اوليس انّما ينسخ من كتابٍ آخر من الاصل وهو قوله: { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.