التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ
١٨
وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
١٩
وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ
٢٠
-الأحقاف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } بانّهم اهل النّار { فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ وَلِكُلٍّ } من الفريقين او لكلّ فردٍ من افراد الفريقين { دَرَجَاتٌ } ناشئة { مِّمَّا عَمِلُواْ }، او لاجل ما عملوا، او هى عبارة من جزاء ما عملوا، او من نفس ما عملوا على تجسّم الاعمال، والمراد بالدّرجات اعمّ من الدّركات { وَلِيُوَفِّيَهُمْ } قرئ بالغيبة والتّكلّم وهو عطف على محذوفٍ اى ليجزيهم بأعمالهم وليوفّيهم { أَعْمَالَهُمْ } بانفسها او بجزائها { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } عطف على محذوفٍ اى ليوفّيهم فى الدّنيا او يوم البرزخ او لا يظلمون فى الدّنيا او يوم البرزخ ويوم يعرضون او متعلّق بيقال محذوفاً، والتّقدير: يوم يعرض الّذين كفروا { عَلَى ٱلنَّارِ } يقال لهم { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ } اى جهاتكم الالهيّة الّتى هى اطيب من كلّ طيّبٍ { فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا } بالاشتغال بالدّنيا واتّباع الاهواء حتّى تمكّن منكم الشّيطان، ومن تمكّن منه الشّيطان فرّ منه جهاته الالهيّة { وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا } اى فيها او بسببها { فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } عذاباً يكون سبباً للهوان فيكون مضاعفاً لانّه يكون عذاب الجسم والنّفس { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } والمراد بالاستكبار الظّهور بالانانيّة وتحقير الخلق، وبالفسق الخروج من طاعة من ينبغى ان يطاع.