التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
٨
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ
٩
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
١٠
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ
١١
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ
١٣
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ
١٤
-محمد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالولاية { فَتَعْساً لَّهُمْ } تعسوا تعساً لهم والتّعس الهلاك والعثار والسّقوط والشّرّ والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، ويستعمل متعدّياً فيقال: تعسه الله مثل اتعسه الله { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فى علىٍّ (ع)، كذا روى عن الباقر (ع) الاّ انّه كشط الاسم { فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } اى ارض الطّبع او ارض القرآن او الاخبار او السّير او ارض العالم الصّغير { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ممّن كذّب بآيات الله ولم يصدّق خلفاء الله حتّى يتنبّهوا لقبح فعلهم وتكذيبهم وعقوبته { دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } دمر كنصر ودمّر من التّفعيل اهلك، ودمر دموراً هجم هجوم الشّرّ ودخل بغير اذنٍ { وَلِلْكَافِرِينَ } بالولاية { أَمْثَالُهَا ذَلِكَ } التّدمير { بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالولاية لا الّذين كفروا بها { وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ } بالولاية { لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مستأنفةٌ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما يفعل الله بهم فى كونه مولى لهم؟ - وما يفعل بالكافرين فى كونهم لا مولى لهم؟ - والمراد بالايمان البيعة الخاصّة الولويّة او الحالة الحاصلة بها، او البيعة العامّة النّبويّة، والمراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بولاية ولىّ امرهم { يَتَمَتَّعُونَ } يتلذّذون { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ } يعنى يتمتّعون كالانعام من غير نظرٍ الى عاقبتهم وعاقبة تمتّعهم { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ } وهى مكّة { أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ أَفَمَن كَانَ } يعنى الم يكن عندنا تميزٌ فمن كان { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } وهو علىٌّ (ع) كما مضى فى سورة هودٍ { كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } عن الباقر (ع) هم المنافقون.