التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
١١
-الحجرات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ادبٌ آخر ولمّا كانت السّخريّة من الخلق سجّيّةً لاكثر النّاس وتركها كان صعباً صدّره بالنّداء جبراناً لكلفته { لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ } اى القوم المسخور منهم { خَيْراً مِّنْهُمْ } اى من السّاخرين { وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ } قال القمّىّ: نزلت فى صفيّة بنت حىّ بن اخطب وكانت زوجة رسول الله (ص) وكانت عائشة وحفصة توذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهوديّة، "فشكت الى رسول الله (ص) فقال لها: الا تجيبينهما؟ - فقالت: بماذا يا رسول الله (ص)؟ - قال: قولى لهما: انّ ابى هارون (ص) نبىّ الله، وعمّى موسى كليم الله، وزوجى محمّد (ص) رسول الله (ص) فما تنكران منّى؟ فقالت لهما: فقالتا هذا علّمك رسول الله (ص)" { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أتى بهذه الكلمة اشعاراً بعلّة الحكم حيث انّ المؤمنين كلّ منهم بمنزلة نفس الآخر { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } السّيّئة بان يلقّب بعضكم بعضاً بلقب سوءٍ { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ } الخروج عن عهد محمّدٍ (ص) وعقده وشروط عقده بذلك وانّما أتى بالفسوق مقام الضّمير او اسم الاشارة للاشعار بانّ ذلك فسوق وخروج عن عهدة عهد الله { بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ } عن السّخريّة واللّمز والنّبذ بالالقاب، وأتى بذكر التّوبة اشعاراً بانّه معصية { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } لا ظالم اظلم منهم.