التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٣٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٣٦
-المائدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عمّا يوجب تلك العقوبة { وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } الّتى تسقط تلك العقوبة، ولمّا كان الخطاب للمؤمنين كان المراد بالوسيلة المعرفة باللاّم من يقبل التّوبة بعد الايمان بالرّسول (ص) والتّوبة على يده، وليس الاّ الامام الّذى يدعو بالدّعوة الباطنة الولويّة ولذلك فسّروها بأنفسهم { وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } كأنّ فيه اشعاراً بانّ المجاهدة تكون بعد التّوسّل بالوسيلة، وامّا قبل الوسيلة فلا سبيل له حتّى يجاهد فيه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بهذه الوسيلة وهو فى موضع تعليل لابتغاء الوسيلة { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } تمثيل للزوم العذاب وشدّته وانّ من ابتلى به لا خلاص له.