التفاسير

< >
عرض

أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٥٠
-المائدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } وهذا مؤيّد لوجه التّعريض، فانّ توبيخ الامّة بعد تصديق الرّسول (ص) على طلب حكم الجاهليّة له موقع دون توبيخ غير المصدّقين { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } اللاّم لام اختصاص والظّرف متعلّق بحكماً او بأحسن، والاستفهام للانكار يعنى لا احسن من الله حكماً لقوم يوقنون والمقصود انّ الله احسن حكماً فانّه وان كان بحسب المفهوم اعمّ، لكن استعماله فى مثل هذا المقام لاثبات الاحسنيّة للمفضّل عليه ونفيها من غيره والتّعبير عنه بحيث يظهر تعلّق اللاّم هكذا الله يحسن حكومته لقوم يوقنون اشدّ حسن، او حكومة الله تحسن لقوم يوقنون، وتخصيص احسنيّة الحكومة بالموقنين لظهورها عليهم ولموافقتها لهم دون غيرهم من اصحاب الاهواء والظّنون، وقيل: اللاّم بمعنى عند ويكون حينئذٍ متعلّقاً بأحسن، وقيل: اللاّم للبيان اى لبيان متعلّق الاستفهام اى هذا الاستفهام لقوم لا يوقنون.