التفاسير

< >
عرض

أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ
٣٥
-الطور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } بل أخُلقوا من غير غايةٍ لخلقتهم؟ كما يقول المعطّلون للعالم وخلقه عن الغاية، او من غير مبدءٍ؟ كما يقول الدّهريّة والطّبيعيّة والقائلون بالبخت والاتّفاق، او من غير امرٍ ونهىٍ ووعظٍ ونصحٍ لهم؟ حتّى يكونوا مهملين، او من غير سبق مادّةٍ واستعدادٍ؟ حتّى يقولوا بالجبر للعباد من دون اختيارٍ لهم، او من غير سبق صورةٍ مثاليّةٍ لهم فى مراتب علمنا؟ فيكون خلقنا لهم من غير علمٍ لنا بهم سابقاً { أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } لانفسهم فلم يكن لهم مبدء آخر فلم يكن لغيرهم حقّ عليهم.