التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ
١
-النجم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلنَّجْمِ } اقسم بالنّجم المراد به القرآن فانّه نزّل نجوماً اى متفرّقاً فى طول ثلاث وعشرين سنةً، او اقسم بالثّريّا فانّ النّجم علم بالغلبة لها، او اقسم بمطلق النّجوم، او اقسم بالنّجم الّذى يرجم به الشّيطان عن استراق السّمع، او اقسم بالنّبات اذا سقط على الارض او ارتفع منها ونما، وقيل: اقسم بمحمّدٍ (ص) فانّه النّجم الّذى نزل من السّماء السّابعة ليلة المعراج، وعن ابن عبّاسٍ انّه قال: صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلةٍ مع رسول الله (ص) فلمّا سلّم اقبل علينا بوجهه ثمّ قال: "انّه سينقضّ كوكب من السّماء مع طلوع الفجر فيسقط فى دار احدكم، فمن سقط ذلك الكوكب فى داره فهو وصيّى وخليفتى والامام بعدى" ، فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحدٍ منّا فى داره ينتظر سقوط الكوكب فى داره وكان اطمع القوم فى ذلك ابى العبّاس، فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط فى دار علىّ بن ابى طالبٍ (ع) فقال رسول الله (ص) لعلىٍّ (ع): "يا علىّ والّذى بعثنى بالنّبوّة لقد وجب لك الوصيّة والخلافة والامامة بعدى" ، فقال المنافقون عبد الله بن اُبىٍّ واصحابه: لقد ضلّ محمّد فى محبّة ابن عمّه وغوى، وما ينطق فى ساعته الاّ بالهوى، فأنزل الله هذه الآية (الى آخر الحديث) { إِذَا هَوَىٰ } سقط وغرب، او اذا صعد وارتفع، فانّه يستعمل فيهما.