التفاسير

< >
عرض

فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
٢٩
-النجم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا } لمّا ذكر حال المشركين وانّهم اعرضوا عن اليقين وتمسّكوا بالظّنّ والتّخمين قال: اذا كان حالهم على هذا ولم يتوجّهوا اليك والى ما به اليقين، او لم يتوجّهوا الى علىٍّ (ع) الّذى بالتّوجّه اليه يحصل اليقين، فأعرض عن مجادلتهم وعن النّصح والتّذكير لهم، او اعرض عن مكافاتهم على سوء فعالهم، والمراد بالذّكر هو ما به ذكر الله للعباد وهو العقل والقلب الّذى هو طريق العقل والقرآن والرّسول وصاحب الولاية وجملة الآيات الآفاقيّة والانفسيّة، او المراد ما به ذكر العباد لله وهو المذكورات مع الاذكار اللّسانيّة والقلبيّة لكنّ المنظور الاعراض عمّن انكر الولاية فانّه المستحقّ للاعراض سواء كان قابلاً للرّسالة او لم يكن { وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } فانّ من اعرض عن القلب وصاحبه لا يكون له ارادة من جملة افعاله واقواله وعلومه الاّ الانتفاع فى جهة الحياة الدّنيا فانّه ان صلّى صلّى لئلاّ يحدث له حادثة تضرّه فى حياته، وان صام فكذلك، وان حصل له علمٌ لا يكون وجه علمه الاّ الى الدّنيا فيكون علمه جهلاً مشابهاً للعلم.