التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ
٣٣
وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ
٣٤
-النجم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً } قال فى المجمع، نزلت الآيات السّبع من قوله: افرأيت الّذى (الى سبع آياتٍ) فى عثمان بن عفّان كان يتصدّق وينفق ماله فقال اخوه من الرّضاعة عبد الله بن سعد بن ابى سرح: ما هذا الّذى تصنع؟ يوشك ان لا يبقى لك شيءٌ: فقال عثمان انّ لى ذنوباً وانّى اطلب بما اصنع رضا الله وارجو عفوه، فقال له عبد الله: اعطنى ناقتك برحلها وانا اتحمّل عنك ذنوبك كلّها، فأعطاه وأشهد عليه وامسك عن الصّدقة، فنزلت: { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } اى يوم احدٍ حين ترك المركز، وأعطى قليلاً ثمّ قطع نفقته الى قوله: وانّ سعيه سوف يرى فعاد عثمان الى ما كان عليه، وقيل: نزلت فى الوليد بن المغيرة، ونقل نظير ما نقل لعثمان، وقيل: نزلت فى العاص بن وائل السّهمىّ، وقيل: فى رجل قال لاهله: جهّزونى حتّى انطلق الى هذا الرّجل، يريد النّبىّ (ص)، فتجهّز وخرج فلقيه رجلٌ من الكفّار فقال له مثل ما قيل لعثمان، وقيل: نزلت فى ابى جهلٍ وذلك انّه قال والله ما يأمرنا محمّد (ص) الاّ بمكارم الاخلاق فذلك قوله اعطى قليلاً { وَأَكْدَىٰ } اكدى بمعنى بخل، او قلّ خيره، او قلّل عطاءه.