التفاسير

< >
عرض

فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ
٩
-النجم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَكَانَ } الامتداد والمسافة بينهما { قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ } اى بل ادنى وقاب القوس ما بين مقبضها الى رأسها، ولكلّ قوسٍ قابان، ولذلك قيل: انّه على القلب والاصل قابى قوسٍ لكن ليس هذا على القلب وليس المقصود انّه كان بينهما مقدار قابى القوس بل المقصود انّه كان بينهما مقدار قاب واحد من القوس اذا انعطفت لا اذا كانت مستقيمةً، فانّ القوس قطعةٌ من الدّائرة ولكلّ قوس اذا انعطفت قوسان ما بين مقبضها وراس كلّ طرف منها، وعن الصّادق (ع): انّه سئل كم عرج برسول الله (ص)؟ - فقال: مرّتين فأوقفه جبرئيل موقفاً فقال: مكانك يا محمّد (ص) فقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك ولا نبىٌّ قطّ، انّ ربّك يصلّى، فقال: يا جبرئيل، وكيف يصلّى؟ - قال: يقول سبّوح قدّوس انا ربّ الملائكة والرّوح، سبقت رحمتى غضبى، فقال: "اللّهمّ عفوك عفوك" ، قال: وكان كما قال الله: قاب قوسين او ادنى، قيل: ما قاب قوسين او ادنى؟ - قال: ما بين سيتها الى رأسها، قال: فكان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ولا اعلمه الاّ وقد قال: زبرجد، فنظر فى مثل سمّ الابرة الى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد (ص)، قال: لبّيك ربّى، قال: من لامّتك من بعدك؟ - قال: الله اعلم، قال: علىّ بن ابى طالبٍ (ع) امير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين، ثمّ قال الصّادق (ع): والله ما جاءت ولاية علىٍّ (ع) من الارض ولكن جاءت من السّماء مشافهةً، وقال فى الصّافى؛ وفى التّعبير عن هذا المعنى بمثل هذه العبارة اشارةٌ لطيفةٌ الى انّ السّائر بهذا السّير منه سبحانه نزل واليه صعد، وانّ الحركة الصّعوديّة كانت انعطافيّة وانّها لم تقع على نفس المسافة النّزوليّة بل على مسافةٍ اخرى كما حقّق فى محلّه فسيَره كان من الله والى الله وفى الله وبالله ومع الله تبارك وتعالى.