التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٢
يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
٣٣
-الرحمن

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } حال من فاعل سنفرغ او من مفعوله بتقدير القول اى قائلين او مقولاً فيكم او مستأنف جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ بتقدير القول مثل الوجه السّابق كأنّه قيل: ما يقال لهم وقت الفراغ لهم؟ - او نداء من الله للثّقلين من غير تقدير القول وخطابٌ لهم فى الدّنيا { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعنى ان استطعتم ان تخرجوا بالنّفوذ فى اقطارهما من اقطارهما وتحتهما فارّين من الله او فارّين من ملائكته او خارجين من ملكه { فَٱنفُذُواْ } امر للتّعجيز { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } من الله وهو وليّه الّذى كان واسطةً بينه وبين خلقه، او الاّ بسلطانٍ وهو السّكينة الّتى ينزلها الله على من يشاء من عباده فانّه اذا نزل تلك السّكينة وتمكّن سهل على الانسان النّفوذ والخروج من اقطار السّماوات والارض الى عالم الملكوت والجبروت كما نفذ محمّد (ص) وخرج من الملكوت والجبروت، او المعنى ان استطعتم ان تنفذوا بقوّتكم العلاّمة وعقولكم الفكريّة من اقطار السّماوات والارض لتعلموا ما وراءهما فانفذوا لا تنفذون الاّ بسلطان هو ولىّ امركم وهو سكينتكم النّازلة عليكم او برهانكم الّذى تستنبطون ما غاب عنكم منه، وروى انّه يحاط يوم القيامة على الخلق بالملائكة وبلسانٍ من نارٍ ثمّ ينادون: { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } (الى قوله) { شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ }، وعن الصّادق (ع): اذا كان يوم القيامة جمع الله العباد فى صعيدٍ واحدٍ وذلك انّه يوحى الى السّماء الدّنيا، ان اهبطى بمن فيك، فيهبط اهل السّماء الدّنيا بمثلى من فى الارض من الجنّ والانس والملائكة، فلا يزالون كذلك حتّى يهبط اهل سبع سماوات فتصير الجنّ والانس فى سبع سرادقاتٍ من الملائكة ثمّ ينادى منادٍ: { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } (الآية) فينظرون فاذاً قد احاط بهم سبع اطواق من الملائكة.