التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٤
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ
٣٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٦
فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ
٣٧
-الرحمن

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ } الشّواظ كغراب وكتاب وقرئ بهما لهب لا دخان فيه، او دخان النّار وحرّها، وحرّ الشّمس، والصّياح وشدّة الغُلّة { وَنُحَاسٌ } النّحاس مثلّثة، الصّفر المذاب او المطلق، وما سقط من شرار الصّفر او الحديد اذا طرق وقيل: المراد به الدّخان، وقيل: المراد به المهل، وقرئ بالرّفع وبالجرّ { فَلاَ تَنتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ } فى العالم الصّغير فانّه فى حال الاحتضار تنشقّ سماء الرّوح الحيوانيّة فتنفلق الرّوح الانسانيّة منها، واذا انشقّت السّماء الدّنيا فى العالم الصّغير انشقّت السّماء الدّنيا فى العالم الكبير فى نظر من انشقّت سماؤه فى عالمه { فَكَانَتْ وَرْدَةً } اى كنور النّبات فى انشقاقه وانفلاق الثّمر منه وعدم الاحتياج اليه او صارت احمر واصفر وابيض يعنى بالوانٍ مختلفةٍ كلون النّور، او كلون الفرس بين الكميت والاشقر فانّ الوردة واحدة الورد وهو من كلّ شجرةٍ نورها، وغلّب على الحوجم وفرس بين الكميت والاشقر والزّعفران { كَٱلدِّهَانِ } الدّهان جمع الدّهن او هو الاديم الاحمر او هو عكر الزّيت فانّ الدّهن اذا صبّ بعضها فوق بعضٍ اختلف الوانها ودُردىّ الزّيت ايضاً تختلف الوانه.