التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ
٦٢
-الواقعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ } اى النّشأة الدّنيا وتبديلنا للنّبات بنباتٍ آخر وانشاء النّبات فى نشأة الحيوان والانسان وتبديل الحيوان وانشائه فى عالم الدّنيا وتبديلنا للنّبات بنباتٍ آخر وانشاء النّبات فى نشأة الحيوان والانسان وتبديل الحيوان وانشائه فى عالم حيوانٍ آخر او انسانٍ، وتبديل النّطفة من صورةٍ الى صورةٍ ومن مقامٍ الى مقامٍ ومن حالٍ الى حالٍ وكلّما طرأ عليها من الاحوال والصّور كان اعلى واشرف من سابقه، وانّ الدّنيا ليست الا كالرّحم للجنين، وانّ نقل الجنين من الرّحم الى الدّنيا ليس الاّ النّقل من السّجن الى فسحة وسيعة { فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } نقلكم من الدّنيا الى الآخرة ولولا تذكّرون؟! انّ هذا النّقل ايضاً ليس الاّ النّقل من السّجن الى فسحة عظيمةٍ وسيعةٍ فلولا تذكّرون؟! انّه كما يكون نقل الجنين الى الدّنيا استكمالاً له بكثيرٍ من الكمالات الّتى لا يمكن تحصيلها له فى الرّحم كذلك يكون نقل جنين الدّنيا من رحم الدّنيا الى الآخرة استكمالاً بكثير من الكمالات الّتى لا يمكن تحصيلها له فى الدّنيا، ولولا تذكّرون؟! انّ عالم الآخرة نسبته الى الدّنيا مثل نسبة الدّنيا الى الرّحم بل فوق ذلك، ولقد علمتم النّشأة الاولى وكونكم فى الدّنيا واتّصالكم بالآخرة فى النّوم الّذى هو اخو الموت وشهودكم لعالم المثال كلّ يومٍ مرّة او مرّتين، واطلاقكم من قبوركم الّتى يتعسّر عليكم طىّ الزّمان والمكان معها وطيّكم للزّمان وشهود ما يأتى وطيّكم للمكان وشهود الوقائع الواقعة فى الامكنة البعيدة فلولا تذكّرون؟! انّ الموت ان لم يكن اشدّ من النّوم فى ذلك لم يكن انقص منه فتشتاقوا الى هذا الاطلاق، وطىّ الزّمان والمكان وشهود ما يأتى وشهود ما لم يكن فى مكانك وبلدتك، عن السّجّاد (ع) العجب كلّ العجب لمن انكر النّشأة الاخرى وهو يرى النّشأة الاولى.