التفاسير

< >
عرض

آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
٧
-الحديد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } بمنزلة النّتيجة للسّابق كأنّه قال: اذا علمتم ذلك فلا عذر لكم فى الانصراف عن الله وعن رسوله (ص)، او لا عذر لكم فى الانصراف عن الله ورسوله (ص) فى الخروج عن قولهما فى ولاية علىٍّ (ع) فآمنوا بالله وصدّقوه فيما قاله لكم من مطلق الاوامر والنّواهى، او فيما قاله لكم من ولاية علىٍّ (ع) وآمنوا برسوله (ص) بالبيعة العامّة او البيعة الخاصّة، او صدّقوه فيما قاله لكم من الاحكام او من ولاية علىٍّ (ع)، ولمّا كان الخطاب من الله تعالى عامّاً للموجودين المسلمين وغير المسلمين والمعدومين فكان لفظ آمنوا ايضاً عامّاً وشاملاً للاذعان والتّصديق والبيعة الاسلاميّة العامّة والبيعة الايمانيّة الخاصّة كأنّه قال: ايّها الكفّار والمستعدّون للاسلام من الموجودين والمعدومين آمنوا بالله ورسوله (ص) بالبيعة العامّة على يد رسوله (ص) وايّها المسلمون اذعنوا وصدّقوا الله ورسوله (ص) فيما قال الرّسول (ص) لكم من مطلق الاحكام او ولاية علىٍّ (ع) وآمنوا بالبيعة الخاصّة الولويّة بالله ورسوله (ص) على يد رسوله (ص) او على يد خليفته، وقد مضى فى اوّل البقرة معانى الايمان { وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } من الاموال الدّنيويّة والاعراض والحشمة والاعضاء والقوى ومن نسبة الافعال والاوصاف الى انفسكم ومن انانيّاتكم وللاشعار بانّ مالكم من جميع ذلك انّما هو عارية لكم وشأن العارية ان يستردّ حتّى يسهل عليكم انفاقه قال مستخلفين { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة او البيعة الخاصّة { مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } وعد الاجر الكبير للاشعار بانّ المنظور من الايمان البيعة الخاصّة الولويّة فانّ الاجر الكبير ليس الاّ على الولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة.