التفاسير

< >
عرض

ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
١٣
-المجادلة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَأَشْفَقْتُمْ } على ما فى ايديكم ومن الفقر والحاجة { أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ } جمع الصّدقات ههنا لملاحظة جمع المتناجين، او للاشارة الى انّ فى الصّدقة الصّوريّة كسراً للانانيّة وهو صدقة من الانانيّة، وخشوعاً للقلب وهو تصدّق من القلب، وخضوعاً من الجسد وهو تصدّق منه، وتوجّهاً من القوى الدّرّاكة الى الرّسول (ص) والى جهة الآخرة، وامتثالاً لامر الله وحركاتٍ من القوى العمّالة فى جهة الآخرة وهى تصدّقات منها { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ } تقديم الصّدقات { وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بان رخّص لكم فى تركه، عن امير المؤمنين (ع) فى هذه الآية فهل تكون التّوبة الاّ عن ذنبٍ { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } جبراناً لتقصير ترك الصّدقة امام المناجاة فانّ الحسنات يذهبن السّيّئات فانّ فى الصّلاة توجّهاً الى الآخرة نحو التّوجّه فى التّصدّق، وفى الزّكاة كسراً للانانيّة مثل ما فى التّصدّق امام المناجاة { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى سائر ما أمراكم به ونهياكم عنه { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ترغيبٌ فى الامتثال وتهديدٌ من تركه.