التفاسير

< >
عرض

أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٥
ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
١٦
لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١٧
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٨
-المجادلة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } معنويّةً لدفع لوم المسلمين وحفظ عرضهم ومالهم من المسلمين بصورة الاسلام ومن الكفّار بالمسلمين { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } بصدّ قويهم عن طريق القلب وبتشكيك الضّعفاء من المسلمين ومنع الرّاغبين فى الاسلام من الكافرين، او يتّخذ الغاصبون بحقّ آل محمّدٍ (ص) ايمانهم عند المسلمين جنّة يدفعون بها ظنّ المسلمين بهم النّفاق ويدفعون بها لوم اللاّئمين لهم على الانحراف، فيصدّون خلقاً كثيراً عن سبيل الله الّذى هو الولاية وهو امير المؤمنين (ع)، وقرئ ايمانهم بكسر الهمزة يعنى اتّخذوا صورة اسلامهم جنّةً يدفعون بها لوم المسلمين ومعارضتهم ومقاتلتهم معهم ويدفعون بها معارضة الكفّار ومقاتلتهم معهم { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } من الاغناء او من عذاب الله { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } ظرف لقوله تعالى لن تغنى او ليحلفون، على ان يكون الفاء زائدةً او بتقدير امّا او توهّمها { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } اى لله فى القيامة { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } فى الدّنيا { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } حيث يقولون انّما اردنا بذلك تقوية الدّين ونشر سنّة سيّد المرسلين (ص) ويحلفون لله ظنّاً منهم انّ هذا منهم كان حقّاً وانّ الله يقبل منهم بحلفهم { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } البالغون فى الكذب لانّ كذبهم مثل جهلهم مركّب لا علاج له لانّهم اعتقدوا انّهم صادقون فلا يمكن ارتداعهم من كذبهم.
اعلم، انّ كلّ من اتّصف بصفةٍ وطلب امراً يعتقد انّ اتّصافه بتلك الصّفة محمود مرضىّ لله وطلبه لذلك الامر المطلوب مرضىّ الاّ من شذّ كما انّ علماء العامّة الّذين ارادوا اصلاح الدّين وحفظه بالقياس والرّأى والظّنّ والاستحسان الّتى ابتدعوها وليس هذا الاّ هدم الدّين وصدّ العباد عن الائمّة (ع) والعلماء يحسبون انّهم مهتدون وانّهم مصلحون للدّين وللعباد، وانّ للمصيب منهم اجرين وللمخطى اجراً واحداً بل قال المصوّبة منهم ان لاخطاء فى آرائهم وانّ حكم الله تابع لآرائهم وهكذا كان الحال فيهم الى يومنا هذا.