التفاسير

< >
عرض

ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ
١٩
-المجادلة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ } استولى وغلب عليهم بحيث تمكّن منهم { فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } الفطرىّ او الاختيارىّ { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ } لاتلافهم بضاعتهم الّتى هى فطرتهم الانسانيّة ومدّة اعمارهم الشّريفة واخذ العذاب المؤبّد عوضها وعوض النّعيم الابدىّ الّذى كان مقرّراً لفطرتهم وعوضاً لاعمارهم، وقيل فى قوله يوم يبعثهم الله اذا كان يوم القيامة جمع الله الّذين غصبوا آل محمّد (ص) حقّهم فيعرض عليهم اعمالهم فيحلفون له انّهم لم يعملوا منها شيئاً كما حلفوا لرسول الله (ص) فى الدّنيا حين حلفوا ان لا يردّوا الولاية فى بنى هاشم، وحين همّوا بقتل رسول الله (ص) فى العقبة فلمّا اطلع الله نبيّه (ص) واخبره حلفوا له انّهم لم يقولوا ذلك ولم يهمّوا به حين انزل الله على رسوله (ص) { { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ } [التوبة: 74] فاذا عرض الله عزّ وجلّ ذلك عليهم فى القيامة ينكرونه ويحلفون له كما حلفوا لرسول الله (ص).