التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
٣
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٤
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٥
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٦
-المجادلة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } ظاهر الآية انّ من ظاهر فليس عليه شيءٌ ان لم يكرّر القول، او ليس عليه شيءٌ فى المرتبة الاولى فاذا عاد وظاهر ثانياً فعليه الكفّارة المذكورة، وروى عن امير المؤمنين (ع) انّه قال: انّ الله عفى عن المظاهر الاوّل وغفر له بدون الكفّارة، فان عاد احد بعد المظاهر الاوّل فعليه الكفّارة، وقيل: معنى يعودون لما قالوا يعودون عمّا قالوا فانّه يستعمل يعود فيما قال والى ما قال ولما قال بمعنى يعود عمّا قال، وقيل: يعودون الى نسائهم، وقوله تعالى،{ لِمَا قَالُواْ }، ابتداء كلامٍ والمعنى فتحرير رقبةٍ لما قالوا { ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } يعنى ذلكم التّحرير توعظون به لكى ترتدعوا من مثله { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ } يكفى فى صدق تتابع الشّهرين اتّصال شيءٍ من الشّهر الثّانى بالشّهر الاوّل { مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } بالمجامعة او مطلقا { فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } بقدر شبعهم او اعطاء كلّ مسكين مدّاً من الطّعام { ذَلِكَ } المذكور من عدم الحرمة ابداً بالظّهار كما كانت فى الجاهليّة وجواز الرّجوع الى النّساء بعد الظّهار والتّرتيب فى خصال الكفّارة { لِتُؤْمِنُواْ } اى لترغبوا فى شريعة محمّدٍ (ص) ولا تنفروا عنها لما ترون فيها من التّخفيف وتؤمنوا { بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } حدود حماه لا يجوز التّجاوز عنها { وَلِلْكَافِرِينَ } بالله ورسوله (ص) او للكافرين بتلك الحدود { عَذَابٌ أَلِيمٌ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } حادّه غاضبه وعادّه وخالفه { كُبِتُواْ } كبته صرعه واخزاه وصرفه وكسره وردّه بغيظه واذلّه والمكتبت الممتلئ غمّاً { كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الّذين حادّوا الله ورسوله من قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم ابراهيم (ع) { وَقَدْ أَنزَلْنَآ } عليهم او عليكم { آيَاتٍ } دالاّت على قدرتنا وحكمتنا، او دالاّتٍ على صدقنا فى وعدنا ووعيدنا، او دالاّتٍ على صدق رسولنا { بَيِّنَاتٍ } واضحات او موضحات وهى الآيات التّدوينيّة او الآيات الآفاقيّة والانفسيّة { وَلِلْكَافِرِينَ } بتلك الآيات او بالله ورسوله (ص) { عَذَابٌ مُّهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } ظرف لمهين، او لقوله للكافرين، او لقوله احصاه الله { جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } رفع لتوهّم متوهّم انّ العاملين لا يحصون اعمال انفسهم فكيف يحصى الله اعمال الجميع { وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } تعميمٌ وتعليلٌ.