{ أَلَمْ تَرَ } يا محمّد (ص) او من يمكنه الرّؤية { إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } وهو عبد الله بن اُبىٍّ { يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعنى بنى النّضير { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } من دياركم { لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً } يعنى لا نطيع محمّداً (ص) واصحابه فى القتَال معكم { وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ } وكان كذلك حيث وعدهم ابن اُبىٍّ ثمّ تخلّف كما مضى { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } قضيّة فرضيّة فانّه لم يقع منهم نصرٌ لهم { لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ } لانّهم لا يخافون من الله ويخالفونه ويخافون منكم ويوافقونكم { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } لا يعلمون علماً دينيّاً اخرويّاً وكان ادراكاتهم محصورةً على ظاهر الدّنيا ولذلك لا يخافون من الله ويخافون منكم.