التفاسير

< >
عرض

كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦
-الحشر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ } متعلّق بقوله تعالى: من قبلهم، او بذاقوا او بقوله لهم فى لهم عذابٌ اليمٌ، او خبر مبتدءٍ محذوفٍ والتّقدير مثل عبد الله بن اُبىٍّ فى غزوة بنى النّضير وبنى قينقاع كمثل الشّيطان { إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ } قولاً فعليّاً او قولاً نفسانيّاً { فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } الاتيان بالماضى للاشعار بانّ المراد بذلك القول وهذا الانسان قولٌ شخصىٌّ وانسان مشخّص لا القول النّوعىّ والانسان الجنسىّ، والاّ كان المناسب ان يقول كمثل الشّيطان يقول للانسان على الاستمرار اكفر، ولعلّه اشارة الى تمثّله بصورة سراقة واغراء المشركين على محمّدٍ (ص) ببدرٍ، وقيل: انّه اشارة الى عابد بنى اسرائيل كان اسمه برصيصا، عبد الله زماناً من الدّهر حتّى بلغ من عبادته الى ان يؤتى بالمجانين اليه وكان يداويهم ويعوّذهم، فيبرؤن، وأتى بامراةٍ كانت فى شرف فى اهلها قد جنّت وكان لها اخوة فأتوه بها فكانت عنده فلم يزل به الشّيطان حتّى وقع عليها فحملت فلمّا استبان حملها قتلها ودفنها، فذهب الشّيطان فقال لاخوتها واحداً واحداً، فجعل الرّجل يلقى اخاه فيقول: والله لقد أتانى آتٍ فذكر لى شيئاً يكبر علىّ ذكره، فذكر بعضهم لبعضٍ حتّى بلغ ذلك ملكهم، فسار الملك والنّاس فاستذلّوه فاقرّ لهم بما فعل، فأمر به فصلب، فلمّا رفع على خشبته تمثّل له الشّيطان فقال: انا الّذى القيتك فى هذا فهل انت مطيعى فيما اقول لك اخلّصك ممّا انت فيه؟ - قال: نعم، قال: اسجد لى سجدةً واحدةً فقال: كيف اسجد لك وانا على هذه الحالة؟ - فقال: اكتفى منك بالايماء، فأومى له بالسّجود فكفر بالله وقتل الرّجل.