التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٢٣
-الحشر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لمّا كان المنظور التّوحيد وتعداد المحامد أتى بهذه الجملة بدون العاطف بنحو التّعداد، وفى هذه اشارة الى تعليل السّابق وهو باعث لترك العاطف ايضاً وهى تأكيدٌ للاولى وهو ايضاً باعث لترك العاطف { ٱلْمَلِكُ } الّذى يتصوّر كونه ملكاً بتصوير كون النّفس ملكاً لقواها بل لصورها الذّهنيّة وبذلك يثبت كونه رحماناً رحيماً وكونه عالماً بالغيب والشّهادة { ٱلْقُدُّوسُ } الّذى كان منزّهاً عن الكثرات، ونسبة الافعال والصّفات، ولحاظ تلك النّسب والحيثيّات، وقد مضى فى اوّل البقرة عند قوله تعالى: { { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } [البقرة:30] بيانٌ وتفصيلٌ للتّسبيح والتّقديس، وقرئ قدّوس بفتح الفاء وهما لغتان فيه والصّيغة للمبالغة مثل سبّوحاً مفتوحاً ومضموماً { ٱلسَّلاَمُ } السّالم من كلّ نقصٍ وعيبٍ ومن كلّ انحاء الكثرات والحدود والنّسب والاضافات الاّ فى اعتبار المعتبرين، والسّالم من تمسّك به من كلّ اثمٍ وذنبٍ وخطاءٍ، والسّالم من خاف منه من كلّ امرٍ مخوفٍ، والسّالم عباده من ظلمه { ٱلْمُؤْمِنُ } الّذى آمن خلقه عن ظلمه، او آمن خلقه من المخوفات، او جعل عباده امناء، او امن بنفسه قبل ايمان خلقه، او دعى خلقه الى الايمان به { ٱلْمُهَيْمِنُ } هيمن قال امين مثل امّن، وهيمن الطّائر على فراخه رفّ، وهيمن على كذا صار رقيباً عليه، والمهيمن من اسمائه تعالى بمعنى المؤتمن، او من آمن غيره من الخوف، او الامين، او الشّاهد، او الرّقيب، وقيل: هو مؤامن بهمزتين قلبت الثّانية ياءً ثمّ الاولى هاءً { ٱلْعَزِيزُ } الغالب الّذى لا يغلب او ذو المناعة والتّأنّف { ٱلْجَبَّارُ } الّذى يجبر كلّ كسر ونقصٍ وقصورٍ وتقصيرٍ من عباده، او من سائر خلقه، او العظيم الشّأن، او الّذى يذلّ من دون ولا تناله يد غيره { ٱلْمُتَكَبِّرُ } البالغ فى كبره بحيث لا يبقى عنده جليلٌ ولا حقيرٌ { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } من الاصنام والكواكب والعناصر وسائر المواليد لعدم بقاء شيءٍ عند كبره.