التفاسير

< >
عرض

وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١١٠
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ } عطف على لا يؤمنون عطف السّبب على المسبّب او عطف المسبّب على السّبب، والفؤاد يطلق على القلب اللّحمانىّ وعلى النّفس الانسانيّة وعلى اللّطيفة السيّاره الانسانيّة وعلى القلب الّذى هو مرتبة من مراتب الانسان وعلى الجهة الرّوحانيّة من الانسان اذا علمت ذلك، فاعلم، انّ روحانيّة الانسان اى قلبه كبدنه خلق مستوى القامة رأسه من فوق وتقليبه عبارة عن تعلّقه بمشتهيات الحيوان واستقامته عبارة عن تعلّقه بما اقتضته انسانيّة الانسان، واستقامة الابصار عبارة عن ادراك ما يوافق الآخرة من كلّ ما يدركه البصر او البصيرة، وتقليبها سبب لادراك مقتضيات الحيوان والاحتجاب عن الاعتبار بالمدركات { كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ } اى بما انزل من الآيات او بالقرآن او بالنّبىّ (ص) { أَوَّلَ مَرَّةٍ } اى قبل اقتراحهم، او اوّل مرّة نزول الآية او فى عالم الّذرّ او اوّل الدّعوة { وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ } متعلّق بنذرهم او بقوله { يَعْمَهُونَ } اى يتردّدون فى الضّلال ويتحيّرون، قرئ نقلّب ونذرهم بالتّكلّم وبالغيبة وقرئ تقلّب مبنيّاً للمفعول بتاء التّأنيث.