التفاسير

< >
عرض

قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
١٢
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُل } للمكذّبين والمقترحين { لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } الزاماً لهم على الاقرار حتّى يتنبّهوا ان ليس لهم الاقتراح على المالك وانّه يفعل ما يشاء ويرسل من يشاء { قُل } انت من قبلهم ولا تنتظر جوابهم فانّه لا جواب لهم سواه { للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } فبرحمته لا يهملكم ويرسل اليكم الرّسل ويرغّبكم فى طاعته ويحذّركم من مخالفته ويمهلكم فى معصيته { لَيَجْمَعَنَّكُمْ } قرناً بعد قرن الجملة الاولى وهذه امّا جزء مقول القول او استيناف من الله، ويحتمل ان يكون هذه مستأنفة والاولى مقولة القول، ويحتمل ان يكون هذه بدلاً من الرّحمة لجواز تعلّق الكتب بالجملة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } قد مضى نظيره { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } مستأنف لاستدراك ما يتوهّم من انّه لا ينبغى لاحدٍ ان يبقى على الكفر بعد وضوح الامر كأنّه قال لكنّ الّذين خسروا انفسهم لا يؤمنون، ودخول الفاء فى الخبر وتخلّل الضّمير للدّلالة على السّببيّة والحصر والتّأكيد، وقيل موضع الّذين نصب على الّذمّ او رفع على الخبريّة اى انتم الّذين خسروا انفسهم.