التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَٰكُمْ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ
١٢٨
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } بتقدير اذكرا واذكّر او نقول والضّمير للثّقلين { يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ } استكثره الماء اراد منه ماءً كثيراً واستكثر من الشّيء رغب فى الكثير منه والمعنى طلبتم كثيراً منهم او رغبتم فى الكثير منهم فجعلتموهم من سنخكم او اتباعكم { وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } استتماع الانس من الجنّ باتّباعهم فى الالتذاذ بالشّهوات واستمتاع الجنّ من الانس بحصول مرادهم منهم من اغوائهم وتمكّنهم منهم فى الامر والنّهى قالواها تحسّراً واعترافاً { وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } من القيامة او من امد الحياة { قَالَ } الله لهم { ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } قبل دخول النّار حتّى لا ينافى مادّة العامل فى الاستثناء او الاّ ما شاء لمن يشاء بناء على خروج بعض من النّار، وبعض من قال بانقطاع العذاب لكلّ احد تمسّك بامثال هذه الآية من النّقليّات بعد التّوسّل بالعقلّيات { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } فى عقوبة المعاقب لا يظلم احداً { عَليمٌ } بقدر استحقاقه.