التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
٦
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } فاتّكلوا على حياتهم الدّاثرة الفانية واستبدّوا بآرائهم الكاسدة وأعرضوا عن آياتنا، والقرن برهة كثيرة من الزّمان او هو مدّة عشرة او عشرين او ثلاثين او اربعين او خمسين او ستّين او سبعين او ثمانين سنة، أو مائة او مائة وعشرين سنة، او اهل زمان واحدٍ او امّة بعد امّة، او كلّ امّة هلكت فلم يبق منهم احد { مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } بالصّحة والقوّه فى الاجسام والسّعة فى الاموال والاولاد { مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ } اى المطر والسّحاب { عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ } يعنى هيّئنا لهم اسباب التّرفّه والسّعة والتّنزّه علاوةً على تمكينهم فى الارض { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } يعنى ما صار تمكّنهم حافظاً لهم عن بأسنا ولا امداد نالهم واستدارجنا ايّاهم { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } تهديد بليغ لهم.