التفاسير

< >
عرض

وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٧٠
قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٧١
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً } اللّعب ما لم يكن له غاية عقليّة ولكن كان له غاية خياليّة كلعب الاطفال، واللّهو ما لم يكن له غاية عقليّة ولا خياليّة وان كان له غاية خفيّة كامضاء عادة مثلاً، والمقصود عدم التّعرّض لمن اخذ دينه بخياله ولا يتصوّر له غاية سوى الغايات الخياليّة الدّنيويّة من الجاه والمناصب او الصّحة والسّعة أوالتّوافق مع الاقران او التّفوّق على الامثال او التّنعّم فى الآخرة والنّجاة من العقوبة فيها، او القرب من الانبياء والائمّة فى الجنّة، او القرب من الله والاختصاص من بين الامثال بذلك القرب لانّهم اخذوا صورة الدّين للدّنيا وجعلوا آلة الدّين شركاً للدّنيا، وقوله تعالى { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } اشارة الى هذا { وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ } وذكّرهم الولاية بالقرآن او ذكّرهم بولاء علىّ (ع) او بعلىّ (ع) كراهة ان تمنع نفس من موائد الآخرة بما كسبت من اعمالها لانّ كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة الاّ الّذين تولّوا امير المؤمنين (ع) { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } صفة بيانيّة لنفسٍ، او استيناف فى موضع التّعليل، والولىّ والشّفيع قد مضى بيانهما { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ } وان تفد كلّ فداء { لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ } المتّخذون دينهم لعباً ولهواً { ٱلَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ } استيناف فى موضع التّعليل { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ } تعريضاً بهم ومداراة معهم { مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ } الى طريقه المستقيم الّذى هو الولاية { كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ } اذهبته الجنّة على غير طريق { فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ } لا يدرى اين يذهب واين يذهب به { لَهُ أَصْحَابٌ } لهذا المستوى رفقة يرحمونه و { يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى } الى الطّريق قائلين { ٱئْتِنَا } ترحّماً عليه وهو لا يجيب لما خولط من مسيس الجنّ { قُلْ } لهم انّ مثلكم مثل هذا المستهوى فانّ الشّياطين قد غلبت عليكم وسلبتكم عقولكم وانا واصحابى كرفقاء المستهوى ندعوكم الى الطّريق المستقيم الّذى هو ولاية علىّ (ع) ونقول لكم: انّ ولاية علىّ (ع) هو هدى الله و { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } لا هدى سواه { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } من جملة المقول يعنى قل امرنا لنسلم لربّ العالمين اعراضاً عنهم بعد اتمام الحجّة عليهم او انصافاً لهم فى اظهار الدّعوى.